في المملكة العربية السعودية، يُعتبَر الخروج عن المعايير التقليدية للجندر جريمةً جنائيةً بموجب الشريعة الإسلامية. يشمل هذا جوانب مختلفةً مثل السلوك الاجتماعي، التدخلات الطبية، أو العمليات الجراحية للعبور. وعلى الرغم من عدم وجود تشريعٍ صريحٍ بشأن هذه المسألة، فإن الاعتقالات والعقوبات الشديدة، بما في ذلك العقاب الجسدي والسجن، شائعة. لا يُسمَح بالرعاية الصحية المؤكدة للجندر إلا للأفراد ثنائيي/ات الجنس، في حين لا يوجد اعتراف قانوني بالجندر للأفراد العابرين/ات جندريًا. تقوم اللجنة الدائمة للبحوث الإسلامية وإصدار الفتاوى بالمعارضة الشديدة للرعاية المؤكدة للجندر. إنهم يرفضون تمامًا مثل هذه الممارسات ويقترحون الصلاة كوسيلةٍ للتخفيف من اضطراب الهوية الجندرية.

تنفيذ على أرض الواقع: يتأثر القانون السعودي بشدةٍ بالشريعة وليس لديه قانون عقوباتٍ مُدَوَّن. على الرغم من عدم وجود تجريم صريح للعبور الاجتماعي، الطبي، أو الجراحي في النصوص المكتوبة، فإن عدم المطابقة الجندرية يتم تجريمه فعليًا وفقًا لمادةٍ قانونيةٍ مُحدَّدة:

لا جريمة ولا عقوبة إلا بناءً على نص شرعي أو نص نظامي.

يُعَرِّض هذا القانون الأفراد متنوعي/ات الهوية الجندرية للمُحاكمة على أساس الشريعة، خاصةً بالاعتماد على الحديث:

– 1/1631 عن ابنِ عبَّاسٍ رضي اللَّه عَنْهُما “لَعنَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ المُتَشبِّهين مِن الرِّجالِ بِالنساءِ، والمُتَشبِّهَات مِن النِّسَاءِ بِالرِّجالِ” رواه البخاري.

– 2/1632 عنْ أَبي هُريْرةَ قَالَ: “لَعنَ رسُولُ اللَّه ﷺ الرَّجُلَ يلْبسُ لِبْسةَ المرْأةِ، والمرْأةَ تَلْبسُ لِبْسةَ الرَّجُلِ” رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيحٍ.

إن المملكة العربية السعودية حاليًا في مرحلة سن قانون العقوبات المكتوب الافتتاحي. يُزعم أن الصيغة الأولية لهذه الوثيقة القانونية تتضمن حظرًا صريحًا للملابس التي تُشبِه الملابس التي يرتديها عادة الأفراد من الجندر الآخر (يشار إليهم/ن عادة باسم “ارتداء الملابس المغايرة”)، مع فرض عقوبةٍ بالسجن لمدة ثلاث سنوات.

حتى في حالة عدم وجود تشريعٍ صريحٍ لتجريم الشريعة، يتم إنفاذ الشريعة في المملكة العربية السعودية، مما يؤدي إلى اعتقال العديد من الأفراد الذين يعتبرون/ن عابرين/ات جندريًا بِتُهَمٍ تتعلق بارتداء الملابس المغايرة. وعادةً ما يتم توثيق هذه الاعتقالات والكشف عنها من قبل السلطات السعودية ووكالات الأنباء؛ ومع ذلك، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان الأفراد المُعتقَلون/ات أنفسهم/ن يُعَرَّفون/ن بعابرين/ات جندريًا أم أنهم/ن ببساطةٍ يُظهِرون/ن تعبيراتٍ غير مطابقةٍ جندريًا.

لا توجد إشارة صريحة إلى الاعتراف القانوني بالجندر للأفراد العابرين/ات جندريًا في نص التشريع. والأحكام القانونية المُتَعَلِّقة بالتعديلات في الحالة المدنية، مثل تغيير الاسم، منصوص عليها بدقةٍ وفقًا للشريعة الإسلامية.

إن معايير تعديل المعلومات في السجل المدني صارمة وتستلزم موافقة العديد من السلطات، مما يستبعد أي سبلٍ للاعتراف بالجندر بالنسبة للأفراد العابرين/ات جندريًا.

“عند تغيير الجنس من ذكر إلى أنثى أو العكس بعد التسجيل لأسبابٍ طبية، يجب اتخاذ الخطوات التالية:

(أ) تقديم طلبٍ لتغيير اسم وجندر الشخص المعني أو ولي أمره؛

(ب) إثبات الجندر وفقًا لتقريرٍ طبيٍ صادر عن لجنةٍ طبيةٍ مُعتَمَدةٍ من وزارة الصحة؛

(ج) بعد صدور قرارٍ من اللجنة المختصة بالموافقة على إجراء التعديل، تُجرَى جميع التعديلات في وثائقها المدنية عن طريق إلغاء الوثائق السابقة بإدخال التعديل الجديد برقمٍ جديدٍ وتاريخٍ جديد.”

لم يتم العثور على قضايا معروفةٍ لمحاولات الحصول على اعترافٍ قانونيٍ بالجندر في المملكة العربية السعودية.

لا يُسمح في المملكة العربية السعودية بالرعاية الصحية المؤكدة للجندر للأشخاص العابرين/ات جندريًا. والواقع أنها مُقيَّدة بالنص القانوني التالي:

“حالات مرضى اضطراب الهوية الجنسية هي من أشد الحالات صعوبة وتعقيداً وأصحابها هم أكثر المطالبين بإجراء عمليات التحول وهم الذين لا يجوز إخضاعهم لأي نوع من العمليات أو العلاجات بغرض تغيير الجنسي وإنما يتم دراسة كل حالة على حده ويتم وضع الخطة العلاجية من قبل المختصين في الصحة النفسية وفقًا لذلك.”

نظرًا لأن المملكة العربية السعودية تحكمها الشريعة في الغالب، فمن الضروري الإشارة إلى الفتاوي المتعلقة بالهويات والأفراد العابرين/ات جندريًا في المملكة. تشير المملكة العربية السعودية إلى اللجنة الدائمة للبحوث الإسلامية وإصدار الفتاوى، التي يرأسها المفتي العام للمملكة العربية السعودية.

  1. الرجال قوامون على النساء، مما يشير إلى أنها مُنِحَت درجةً معينةً من التفضيل بسبب تركيبتها البيولوجية كذكر.
  2. العمليات التصحيحية ستكون محدودة في قدرتها على تمكينها من تجسيد هويتها الجندرية المُحَدَّد بالكامل، ويرجع ذلك أساسًا إلى عدم قدرتها على محاكاة الجهاز التناسلي الوظيفي بالكامل، وهي تُشَكِّل مخاطر على الفرد الذي يلتمس الرعاية بدلًا من التخفيف من اضطراب الهوية الجندرية.
  3. إذا كانت هناك مظاهر جسدية واضحة للأنوثة، وفقط في هذه الحالة، فقد يكون من المسموح به التفكير في استخدام الوسائل الطبية والجراحية لتعزيز ومواءمة الخصائص الجنسية الأنثوية ظاهريًا. ومع ذلك، يتم التأكيد على أنه يجب التعامل مع هذا كوسيلة لـ “تصحيح الجنس” بدلًا من “تغيير الجنس” بالكامل.
  4. الحل لاضطراب الهوية الجندرية هو الصلاة.