Search
Close this search box.

|

أماكن في تاريخ الجنس التجاري بمصر: وجه (وش) البركة

وش البركة أو وجه البركة ذلك الشارع الملئ بالحوارى داخل حي الأزبكية التاريخي الشهير وتاريخ تلك المنطقة مع الجنس التجاري طويل وممتد، وعلى الرغم من ان منطقة وش البركة كانت لا تتبع المناطق المحددة للجنس التجاري في القاهرة، الا عدم خضوع الاجنبيات للقانون المصري وفقا للامتيازات الأجنبية الموجودة حينها فتح الباب أمام الأجانب لتخصيص المنطقة للجنس التجاري المستورد وبعدها تسلسل العاملات الوطنيات أيضا الى المنطقة، لتصبح احدى اهم مناطق الجنس التجاري بالقاهرة.

التاريخ:

تقع البركة المذكورة في حي الازبكية التاريخي والذي كان قديما ارض خراب يكثر بها النبات والأشجار وهكذا وكانت تقع على أطراف القاهرة القديمة. وفى عهد المماليك قام الملك الأشرف قائبتاي بتطهير المنطقة وتطهير البركة واقام بها القصور وصارت محل مخصص لإقامة الحفلات والمناسبات الخاصة. ومع دخول العثمانيين مصر في سنة 1517 ميلادية، شدد قاضي العسكر العثماني الرقابة على النساء ومنعهن من الخروج ولم يستثن الا العجائز منهن، ومنع صنع الأحذية للنساء، كما منع ركوبهن الحمير للتنقل. وعند مغادرته البلاد، خرجت غازي الأزبكية وسهرن ورقصن وعربدن، وكانت ليالي حمراء لا مثيل لها. ومنذ هذا الوقت، عُرفت المنطقة المحيطة ببركة الأزبكية بوجه البركة (أو “وش البركة”)، وأصبحت محلاً للهو البريء وغير البريء، وليال الأنس والفرفشة. وجلبت دور اللهو البنات الشركسيات والأجنبيات خصيصاً لخدمة روادها.

وظلت البركة المكان المفضل لقضاء السهرات والاحتفالات خلال الحكم العثماني حتى جاء محمد على الى سدة الحكم وقرر تغير معالم المنطقة وقرر ردم البركة وانشاء المنازل والمساكن هناك، فبدأت تنتشر البيوت السرية للممارسة الجنس التجاري مستترة حول كثرة البارات ومقاهي الرقص في المكان.

سيناريو العمل:

كانت الليلة تبدأ للعاملة بالجنس التجاري في أحد البارات أو مقاهي الرقص، ففي معظم الأوقات كانت العاملة تقوم بعملين في نفس الوقت، فهي بائعة للجنس التجاري ومغنية أو راقصة في احدى المحال أيضا. كان هناك طريقتين للعمل اما ان تجلس الفتاة في البار منتظرة ان يغامزها أحد الرجال فتذهب اليه وتبدأ الليلة بالتعارف وتحرص العاملة على ان يتجرع العشيق الجديد أكبر قدر من الخمر، حتى تتحصل من صاحب البار او المقهى على نسبة من المشروبات التي تنزل على الطرابيزة وعند انتهاء العاشق من الشرب إذا تبقى به قوة تذكر يقوم بدفع اجرة الليلة لها وتأخذه الفتاة الى حجرتها القريبة خلف المحل.

السيناريو الثاني كان يعمل على استهداف القادمين من خارج القاهرة من قبل القوادين والبلطجية, فاذا ظهر على القادم الثراء يتم اخباره انه من المحظوظين ويمكنه قضاء الليلة مع اجمل فتيات القاهرة وكانت العاملة تنتظر في غرفتها الزبون وحين يأتي الزبون كانت ترفض ان تتقاضى منه اجرا وتخبره انها وقعت في غرامه من أول نظره وتتناوب صواني الأكل والشرب على حجرة العاملة و لا تزال العاملة ترفض اخذ أي مقابل من العشيق, حتى يأتي نهار اليوم التالي, فيبدا الزائرين بالقدوم على حجرة العاملة مطالبين بالأموال, فتلك غسالة ترغب في 4 جنيهات وذلك صاحب الغرفة يرغب في الإيجار الشهري المتأخر منذ شهور وهكذا تبدا العاملة بالبكاء فتجري الشهامة في عروق العشيق فيبدأ في الدفع لكل الزائرين حتى تنتهى أمواله ويرحل, ثم تبدا العاملة بتقاسم الأموال مع هؤلاء “الزائرين”.

النهاية:

لم ينتهي العصر الذهبي للجنس التجاري بوش البركة مرة واحدة، بل كان له مقدمات أهمها اتفاقية مونترو بالعام 1937 التي نصت على الغاء الامتيازات الأجنبية بالبلاد في غضون 12 عام بالعام 1949 والبدء بتوفيق أوضاع الجاليات الأجنبية بمصر ومثلت تلك الإتفاقية العد التنازلي لمنطقة وش البركة التي ازدهرت بالأساس اعتمادا على العاملات الاجنبيات التيهن بدأن بالإنسحاب من مصر قبل العام 1949 اللواتي كن يحتمين بشكل أساسي بالإمتيازات الأجنبية.

Author

انشر: