مقدمة
على الرغم من التقدم العالمي في مجال الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية وعلاجه، لا يزال الأفراد في منطقة **جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا (SWANA) (المعروفة أيضاً بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA))**¹ يواجهون عوائق هيكلية واجتماعية تحد من حصولهم على التشخيص في الوقت المناسب والرعاية المستدامة. وقد خلقت القيود القانونية والوصمة والتمييز المحيط بفيروس نقص المناعة البشرية والفئات السكانية الرئيسية مناخًا من الخوف يثني الكثيرين عن السعي لإجراء الفحص أو العلاج الشخصي. ونتيجة لذلك، لا تزال معدلات الكشف المبكر منخفضة، وكثيرًا ما تتعطل استمرارية العلاج المضاد للفيروسات القهقرية. في هذا السياق التقييدي، تُقدم تقنيات الصحة الرقمية فرصة ناشئة وتحويلية لسد الفجوة بين المجتمعات المحلية والخدمات الأساسية المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية.
لقد أثبتت المنصات الرقمية – مثل التطبيب عن بُعد، وتطبيقات الاستشارات المشفرة، وأدوات الاختبار الذاتي المنزلي – فعاليتها في توسيع نطاق الوصول السري إلى الرعاية الصحية في مناطق أخرى، بما في ذلك أمريكا الشمالية وأوروبا.² تتيح هذه الأدوات للأفراد إجراء الفحص بشكل خاص، وتلقي التوجيه المهني عن بُعد، والحصول على العلاج أو الدعم النفسي دون التعرض للوصمة أو المخاطر الاجتماعية. إن تطبيق نماذج مماثلة في منطقة SWANA/ MENA من شأنه أن يوفر قنوات بديلة وآمنة للكشف المبكر عن فيروس نقص المناعة البشرية وإدارته على المدى الطويل، لا سيما في البيئات التي تكون فيها القدرة على التنقل والخصوصية والحماية القانونية محدودة.
يوفر دمج الصحة الرقمية ضمن الأطر المجتمعية وأطر المجتمع المدني القائمة ميزة إضافية: فهو يُمكّن المنظمات المحلية من تقديم خدمات خاصة بفيروس نقص المناعة البشرية آمنة، وقائمة على الحقوق، ومُركزة على المستخدم. ومن خلال الاستفادة من الاتصالات المشفرة، والتشخيص عن بُعد، وأنظمة المتابعة الافتراضية، يُمكن للحلول الرقمية أن تُساعد في بناء مسارات رعاية مستدامة تُحافظ على السرية وتُعزز نتائج الصحة العامة. تستكشف هذه الورقة البحثية كيفية تكييف الابتكارات الرقمية مع منطقة SWANA / MENA لتمكين الوصول السريع والخالي من وصمة العار إلى خدمات فحص فيروس نقص المناعة البشرية وعلاجه ودعمه، مما يُرسي أسس العدالة الصحية الشاملة القائمة على التكنولوجيا.
الخلفية
في جميع أنحاء منطقة SWANA / MENA، لا تزال الاستجابات الوطنية لفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) تعتمد بشكل أساسي على نماذج الفحص والعلاج في المرافق الصحية. تعمل معظم البلدان – بما في ذلك المغرب وتونس ولبنان ومصر والسودان – من خلال برامج وطنية للإيدز بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية (WHO) وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية (UNAIDS).³ تُقدم خدمات الفحص والعلاج من خلال مراكز الصحة العامة والعيادات المتخصصة والتواصل المجتمعي، بدعم غالبًا من منظمات غير حكومية مثل جمعية مكافحة الإيدز في المغرب أو جمعية الرعاية الصحية في لبنان.
في حين أن هذه البرامج قد أحرزت تقدمًا في التوعية والتشخيص وتوفير العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، إلا أن الكشف المبكر لا يزال مقيدًا بالوصمة الاجتماعية ومخاوف السرية والحواجز الجغرافية. في البيئات المحافظة أو الحساسة سياسيًا، غالبًا ما يتجنب الأفراد – وخاصة الفئات السكانية الرئيسية مثل الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، أو العاملات في مجال الجنس، أو المهاجرين – إجراء الفحص خوفًا من التعرض للفيروس أو التمييز. وقد ساهمت هذه الديناميكيات في تأخير معدلات التشخيص واستمرار فجوات انتقال العدوى، مما قوّض التقدم الإقليمي نحو تحقيق أهداف برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية (UNAIDS 95-95-95).
في المقابل، أظهرت مناطق مثل أوروبا وأمريكا الشمالية الإمكانات التحويلية لأدوات الصحة الرقمية في التغلب على هذه العوائق. وقد أثبتت الاستشارات الطبية عن بُعد، والاستشارات عبر الدردشة المشفرة، والمنصات الإلكترونية التي تُرشد المستخدمين خلال إجراءات الفحص الذاتي فعاليتها في تعزيز إجراء فحوصات سرية وخالية من وصمة العار. ففي المملكة المتحدة، على سبيل المثال، تُمكّن برامج الصحة الإلكترونية الوطنية الأفراد من طلب مجموعات الفحص الذاتي عبر الإنترنت، والوصول إلى استشارات افتراضية فردية، وتلقي إرشادات طبية للمتابعة، مما يضمن استمرارية الرعاية من التشخيص إلى العلاج.⁴ وقد وسّعت هذه النماذج نطاق التغطية ووطّدت سلوكيات الفحص، لا سيما بين الفئات المهمّشة.
يُمثّل غياب مثل هذه التدخلات الرقمية في منطقة SWANA /MENA فرصة ضائعة. فمع ارتفاع معدلات انتشار الهواتف الذكية وتنامي الوعي الرقمي، تتمتع دول SWANA / MENA بمكانة فريدة تُمكّنها من دمج الاستجابات التكنولوجية لفيروس نقص المناعة البشرية في استراتيجياتها الصحية. ويمكن للمنصات الرقمية أن تُكمّل الأنظمة المجتمعية القائمة، مُقدّمةً بدائل سرية وسهلة المنال وقابلة للتطوير للكشف المبكر والالتزام بالعلاج. إن اعتماد مثل هذه النماذج لن يؤدي فقط إلى تعزيز التقدم نحو تحقيق الأهداف العالمية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، بل سيعمل أيضاً على تعزيز المرونة والشمول في مجال الصحة على المستوى الإقليمي.
على الصعيد العالمي، أحدث التطور السريع لأدوات الصحة الرقمية تحولاً جذرياً في خدمات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية وفحصه وعلاجه، مما ساعد الدول على الاقتراب بشكل كبير من تحقيق أهداف برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية (UNAIDS) 95-95-95.⁵ تهدف هذه الأهداف إلى أن يعرف 95% من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية حالتهم، وأن يتلقى 95% من الذين شُخِّصت إصابتهم علاجاً مضاداً للفيروسات القهقرية (ART) بشكل مستدام، وأن يحقق 95% من الذين يتلقون هذا العلاج تثبيطاً للفيروس.⁶ في السنوات الأخيرة، برزت المنصات الرقمية وتطبيقات الصحة المحمولة (mHealth) وأنظمة الفحص الذاتي عبر الإنترنت كآليات فعّالة للتغلب على عوائق الوصمة والمسافة والسرية التي كانت تحد من التشخيص المبكر واستمرارية العلاج.
توضح الأدلة المستمدة من أوروبا وأمريكا الشمالية وأجزاء من آسيا كيف تُعزز الخدمات الرقمية لفيروس نقص المناعة البشرية نطاق الوصول والتأثير. على سبيل المثال، يُمكّن نظام اختبار الصحة الإلكترونية الوطني في المملكة المتحدة المستخدمين من طلب مجموعات الاختبار الذاتي لفيروس نقص المناعة البشرية عبر الإنترنت، وتلقي إرشادات افتراضية، والوصول إلى استشارات المتابعة، مما يُعزز كل مرحلة من مراحل الرعاية الصحية – من التشخيص إلى الالتزام بالعلاج. وبالمثل، تُظهر دراسات من الولايات المتحدة وتايلاند أن الاختبار الذاتي المدعوم رقميًا، إلى جانب الاستشارات المشفرة ورسائل التذكير النصية، يزيد بشكل كبير من وتيرة إجراء الاختبارات والاحتفاظ بها في الرعاية.⁷ وقد أثبتت هذه التدخلات فعاليتها بشكل خاص بين الفئات السكانية الرئيسية التي غالبًا ما تواجه التمييز في البيئات السريرية التقليدية، مثل الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال (MSM) والمهاجرين والعاملين-ات في مجال الجنس.
بالنسبة لمنطقة SWANA / MENA، تُعد هذه الدروس العالمية ذات أهمية خاصة. فعلى الرغم من التقدم المُحمود في توسيع خدمات فيروس نقص المناعة البشرية في المرافق الصحية، لا تزال المنطقة تُعاني من انخفاض تغطية الاختبارات وتأخر التشخيص بسبب الوصمة الاجتماعية والقيود القانونية وعدم المساواة في الحصول على الرعاية.
إن دمج القنوات الرقمية – مثل التطبيب عن بُعد، والاستشارات الإلكترونية السرية، ومنصات توزيع الاختبارات الذاتية – يمكن أن يُسهم بشكل مباشر في تعزيز مواءمة المنطقة مع أهداف 95-95-95. ومن خلال تمكين الوصول السري، الذي يتحكم فيه المستخدم، إلى الاختبارات والرعاية اللاحقة، يمكن للابتكارات الرقمية إشراك الأفراد الذين هم حاليًا خارج النظام الصحي الرسمي.
علاوة على ذلك، تمتلك منطقة SWANA / MENA بنية تحتية رقمية قوية، وانتشارًا واسعًا للهواتف الذكية، وفئة متزايدة من الشباب على دراية بسلوك البحث عن الرعاية الصحية عبر الإنترنت – وكلها ظروف مواتية لتطبيق مثل هذه النماذج. إن اعتماد استراتيجيات فيروس نقص المناعة البشرية المدعومة بالتكنولوجيا لن يُعزز الكشف المبكر فحسب، بل سيعزز أيضًا المراقبة القائمة على البيانات، ويُحسّن الالتزام بالعلاج، ويضمن مشاركة سرية وخالية من وصمة العار مع الخدمات الصحية. وبالتالي، يمكن أن يلعب مواءمة البرامج الوطنية مع هذه الأساليب الرقمية دورًا حاسمًا في تحقيق رؤية منظمة الصحة العالمية 95-95-95، وفي بناء نظام صحي عام أكثر شمولاً ومرونة في جميع أنحاء المنطقة.
المنهجية وتصميم البحث
تعتمد هذه الدراسة نهجًا نوعيًا للسياسات ودراسات الحالة، يجمع بين البحث المكتبي وتحليل تطبيقات الصحة الرقمية في سياقات مماثلة. ويتمثل الهدف الرئيسي في استكشاف إمكانات الحلول الرقمية لدعم الكشف المبكر والعلاج والمتابعة للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في منطقة SWANA / MENA.
جمع البيانات: جُمعت المعلومات من مصادر متعددة، بما في ذلك: (1) أدبيات مُحكّمة حول تدخلات الصحة الرقمية المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية وتطبيقات الطب عن بُعد اللامركزية؛ (2) وثائق السياسات والمبادئ التوجيهية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية (WHO)، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، والبرامج الوطنية لمكافحة الإيدز في دول SWANA/ MENA؛ (3) أوراق بيضاء تقنية حول البنية التحتية الرقمية، بما في ذلك نظام IPFS، وسلسلة الكتل المُصرّح بها، وبروتوكولات المراسلة الفيدرالية (Matrix وSignal)؛ و(4) دراسات حالة من دول مرتفعة الدخل (مثل المملكة المتحدة وبلغاريا) طبّقت خدمات الاختبار الذاتي، والطب عن بُعد، والاستشارات المُشفّرة. تم التركيز على جمع الأدلة التي تربط الحلول الرقمية بتحسين الوصول والسرية والمشاركة المجتمعية في رعاية المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
تحليل البيانات: خضعت البيانات المجمعة لتحليل موضوعي، مع تحديد الأنماط المتكررة في تصميم الصحة الرقمية، وتدابير الأمن، واستراتيجيات الحوكمة. وطُبّق تحليل مقارن لتقييم إمكانية نقل الدروس العالمية إلى سياق منطقة SWANA/ MENA، مع مراعاة القيود المحلية مثل عدم الاستقرار السياسي، والوصمة الاجتماعية، وتفتت البنية التحتية الصحية. كما دمج التحليل الاعتبارات الأخلاقية واعتبارات الخصوصية، مسلطًا الضوء على الحوكمة التشاركية وملكية المجتمع كعوامل رئيسية لتمكين تبني هذه الحلول.
اختيار دراسة الحالة: تم اختيار المغرب ولبنان كدراستي حالة رئيسيتين نظرًا لتوافر بيانات شاملة لبرنامج فيروس نقص المناعة البشرية وبرامج وطنية نشطة لمكافحة الإيدز تتوافق مع إرشادات منظمة الصحة العالمية. وأُولي اهتمام ثانوي للسودان وسوريا لدراسة التطبيقات المحتملة للحلول الرقمية في البيئات الهشة أو المتأثرة بالنزاعات، مما يُظهر كيف يُمكن للطب عن بُعد والمنصات اللامركزية توسيع نطاق الوصول إلى الفئات السكانية الضعيفة.
منطق تصميم البحث: يُركز هذا النهج على أهمية السياسات والجدوى العملية، بهدف توعية كل من منظمات المجتمع المدني والهيئات الصحية. من خلال الجمع بين التحليل الفني والرؤى السياقية، تدعم المنهجية تطوير إطار عمل صحي رقمي آمن، لامركزي، ومراعي للثقافات، ويعالج التحديات التشغيلية والأخلاقية لتطبيق حلول رعاية المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في منطقة SWANA /MENA. كما يوفر التصميم أساسًا للتوصيات وخارطة طريق قابلة للتطوير لتبنيها إقليميًا.
دراسة حالة: القنوات الرقمية والاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية في منطقة SWANA / MENA – المغرب، لبنان، السودان، وسوريا
في منطقة SWANA /MENA، حيث غالبًا ما يهيمن الصمت والوصمة على النقاش حول فيروس نقص المناعة البشرية، بدأت بعض الدول في المضي قدمًا ببناء جسور رقمية بين الناس وخدمات الرعاية الصحية التي كانت تبدو في السابق بعيدة المنال. من المغرب إلى لبنان، وبشكل غير مباشر إلى السودان وسوريا، تستكشف دراسة الحالة هذه كيف يمكن للأدوات الرقمية أن تُنشئ قنوات وصول آمنة ومستدامة لاختبار فيروس نقص المناعة البشرية والرعاية والعلاج.
المغرب: حيث يبدأ الأمل
في المغرب، أصبح تطبيق الفحص الذاتي لفيروس نقص المناعة البشرية (HIVST) مدخلاً رئيسياً لزيادة تغطية الفحص بين الفئات السكانية الأكثر تأثراً بالوصمة أو الخوف. وقد وجدت دراسة أجراها المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط عام ٢٠٢٤، بعنوان “مقبولية وجدوى طرق توزيع الفحص الذاتي لفيروس نقص المناعة البشرية بين الفئات السكانية الرئيسية في المغرب”، معدلات قبول عالية بين الفئات الرئيسية – ٩٠.٢٪ بين العاملات في مجال الجنس، و٨٦.٢٪ بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، و٨٠.٤٪ بين شركاء الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.⁸
ومن الأهمية بمكان أن ما بين ٤٤٪ و٧٣.٤٪ من هؤلاء الأفراد لم يخضعوا لاختبار فيروس نقص المناعة البشرية من قبل، مما يُظهر أن الفحص الذاتي لفيروس نقص المناعة البشرية يصل بنجاح إلى الفئات الأكثر عزلة عن الخدمات التقليدية.
أكدت دراسة أخرى نشرت في BMC Public Health سهولة استخدام اختبارات الكشف الذاتي عن فيروس نقص المناعة البشرية القائمة على السوائل الفموية، حيث وصفها 92.2% من المشاركين من الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال بأنها “سهلة الاستخدام للغاية”. ومع ذلك، كانت سهولة الاستخدام أقل قليلاً بين العاملات في مجال الجنس، وخاصة ذوات مستويات الإلمام بالقراءة والكتابة المحدودة.⁹
على الرغم من أن مبادرة المغرب لخدمات الكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية لم تُصبح بعد نظامًا رقميًا شاملاً بالكامل (التشخيص، ثم الاستشارة عن بُعد، ثم المتابعة، ثم العلاج)، إلا أنها تُمثل أساسًا بالغ الأهمية. وقد استفادت هذه التجربة من قنوات الاتصال الرقمية لطلب الأدوية والمعلومات، والتوزيع في الصيدليات والمجتمعات المحلية، والاستشارات عن بُعد عبر الهاتف وشبكات الدعم الإلكترونية.
يُظهر هذا النموذج الهجين – الذي يجمع بين التوجيه الإلكتروني ودعم الأقران والمتابعة المجتمعية – أنه حتى التكامل الرقمي المحدود يُمكن أن يُقلل من عوائق إجراء الاختبارات والإفصاح في البيئات المحافظة.
لبنان: الصمود من خلال التعاون
يُقدم لبنان مثالاً ثانياً مُكمّلاً لكيفية استدامة خدمات فيروس نقص المناعة البشرية من خلال التكيف الرقمي وشراكات المجتمع المدني في ظل الأزمات. وقد حافظ البرنامج الوطني للإيدز (NAP)، بالتعاون مع المنظمات المجتمعية، على إمكانية الوصول إلى خدمات الوقاية والفحص والعلاج من خلال الجمع بين الدعم الشخصي والدعم عن بُعد.
ووفقاً لتقرير “التقدم نحو أهداف 95-95-95” للقضاء على فيروس نقص المناعة البشرية بحلول عام 2030 في لبنان”، كان حوالي 86% من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في لبنان على دراية بوضعهم الصحي، وكان 93% منهم يتلقون العلاج، وحقق 95% ممن يتلقون العلاج كبحاً للفيروس.¹⁰ ورغم الانهيار الاقتصادي، وانقطاع الكهرباء، وعدم الاستقرار السياسي، تعاونت المنظمات المجتمعية مع البرنامج الوطني للإيدز (NAP) للحفاظ على استمرارية الرعاية – غالباً من خلال تنسيق المواعيد، وتقديم الاستشارات، ومتابعة المرضى عبر منصات الهاتف المحمول أو الإنترنت.
في حين أن لبنان لا يمتلك حتى الآن نظامًا رسميًا مشفّرًا للرعاية الصحية عن بُعد لمرضى فيروس نقص المناعة البشرية، إلا أن الاستخدام التكيفي للقنوات الرقمية – تطبيقات المراسلة، والمكالمات الهاتفية السرية، والتعليم عبر الإنترنت – ساعد في الحفاظ على تقديم الخدمات عند انقطاع الوصول الفعلي. تُظهر هذه التجربة أن النماذج الهجينة الرقمية-المجتمعية يمكن أن تكون مرنة وشاملة في آنٍ واحد، حتى في ظل عدم استقرار البنية التحتية والموارد.
السودان وسوريا: الحاجة الإنسانية المُلِحّة
في السودان، حيث دمّر النزاع أنظمة الرعاية الصحية، تُعدّ الحاجة مُلِحّة إلى تقديم خدمات بديلة ولامركزية. فقد دمّرت الحرب المستمرة المستشفيات، وعطّلت سلاسل إمداد الأدوية، وشرّدت الملايين. ووفقًا لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، أصبح الوصول إلى المركز الوطني لتخزين العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ART) غير مُتاح خلال النزاع، مما أدى إلى انقطاع الأدوية المُنقذة للحياة عن آلاف الأشخاص. قبل الحرب، كان حوالي 11,000 شخص يتلقون علاج فيروس نقص المناعة البشرية، وقد فقد الكثير منهم إمكانية الوصول إليه بسبب تدمير المرافق الصحية أو هجرها.¹¹
يُسلّط ملفّ منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط حول السودان الضوء على الأزمة: لا تزال خدمات فيروس نقص المناعة البشرية مُعطّلة بشدة، وأصبح التواصل المجتمعي شبه مُستحيل في المناطق المُتأثرة بالنزاع.¹² في مثل هذه الظروف، لا تُعدّ الأدوات الرقمية خيارًا، بل هي آلية للبقاء. حتى الاتصال البسيط (مثل الرسائل النصية القصيرة عبر الهاتف المحمول، أو الاستشارات الهاتفية البسيطة، أو الرسائل المشفرة) يُمكّن العاملين الصحيين من تنسيق توصيل الأدوية، ومشاركة معلومات الوقاية، أو تتبع التزام المرضى بالعلاج عن بُعد.
تُقدم سوريا صورةً مماثلة، وإن كانت أقل توثيقًا. فقد أدى أكثر من عقد من الصراع إلى أضرار واسعة النطاق في البنية التحتية للرعاية الصحية ونزوح داخلي. وتُعدّ البيانات المتعلقة بانتشار فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) وإمكانية الوصول إلى الخدمات شحيحة، لكن التقييمات الإنسانية تُظهر باستمرار فجوات في القدرة على التشخيص، والوصمة الاجتماعية، وفقدان المتابعة. في مناطق مثل سوريا والسودان، يُمكن للتدخلات الصحية الرقمية – إذا وُضعت محليًا ودُفعت من قِبَل المجتمع – أن تُعيد ربط الناس بخدمات مُنقذة للحياة رغم عدم الاستقرار.
تأمل إقليمي: تصميم من أجل التواصل والكرامة
في سياق منطقة SWANA / MENA، حيث لا تزال الوصمة الاجتماعية والقوانين التقييدية وتفتت النظم الصحية تُعيق فحص وعلاج فيروس نقص المناعة البشرية، تبرز الحاجة إلى نهج جديد – نهج يصون الكرامة مع توسيع نطاق الوصول. يتوخى إطار عمل SWANA/MENA الرقمي لرعاية فيروس نقص المناعة البشرية المُقترح مسارًا آمنًا ورقميًا بالكامل للكشف المُبكر والاستشارات والعلاج، مُستوحى من نماذج ناجحة في المملكة المتحدة وبلغاريا، ولكنه مُكيف مع الواقع المحلي.
يبدأ هذا الإطار بالفحص الذاتي السري: يُمكن للأفراد طلب مجموعة فحص ذاتي لفيروس نقص المناعة البشرية بسرية تامة من خلال منصة رقمية موثوقة، بدعم من برامج الإيدز الوطنية وشركاء المجتمع المدني المحليين. تُسلّم المجموعات في عبوات غير مُعلّمة، مما يضمن الخصوصية وسهولة الوصول، وخاصةً للفئات التي تخشى الوصمة أو التعرض للإصابة. بمجرد استلام الاختبار، يُمكن للمستخدمين الوصول إلى تعليمات رقمية خطوة بخطوة – من خلال الفيديو أو روبوت الدردشة أو استشارة نصية مُشفرة – حول كيفية إجرائه بأمان.
بعد إجراء الاختبار، يُدعى الأفراد للتواصل عبر استشارات فردية مشفرة عن بُعد مع مستشارين معتمدين أو متخصصين في الصحة المجتمعية. لا تقتصر هذه الاستشارات على الجوانب الطبية فحسب، بل تشمل أيضًا الجوانب النفسية، مما يساعد الأفراد على استيعاب النتائج، وفهم الخطوات التالية، والحصول على رابط فوري للرعاية عند الحاجة. بالنسبة لمن تُشخَّص إصابتهم بالفيروس، تضمن المنصة استمرارية الدعم، من خلال دمج متابعة التطبيب عن بُعد، وتذكيرهم بالالتزام بالعلاج، وإمكانية الحصول على الرعاية النفسية، كل ذلك ضمن بيئة رقمية تُولي الأولوية للسلامة والموافقة والسرية.
من العناصر الأساسية لهذا الإطار قاعدة بياناته المشفرة اللامركزية، المصممة لحماية بيانات المستخدمين مع تمكين جمع رؤى شاملة لبرامج الإيدز الوطنية وشركاء منظمة الصحة العالمية. يُمكّن هذا النموذج كلاً من الحكومات ومنظمات المجتمع المدني من التعاون دون المساس بخصوصية الأفراد – وهي ميزة بالغة الأهمية في السياقات التي قد يكون للإفصاح فيها عواقب اجتماعية وخيمة.
إن تطبيق هذا النموذج من شأنه أن يُسرّع من تقدم منطقة SWANA /MENA نحو تحقيق أهداف منظمة الصحة العالمية 95-95-95: ضمان معرفة 95% من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بوضعهم الصحي، وحصول 95% من المُشخَّصين على علاج مُستدام بمضادات الفيروسات القهقرية، ونجاح 95% من المُتلقين للعلاج في كبح الفيروس. ومن خلال رقمنة سلسلة رعاية فيروس نقص المناعة البشرية – من فحص واستشارة وعلاج ودعم – يُمكن لمنطقة SWANA / MENA الانتقال من أنظمة تفاعلية قائمة على المرافق إلى رعاية استباقية وشاملة ومُركزة على الإنسان. ولن يُعزز هذا التحول الأنظمة الصحية فحسب، بل سيؤكد أيضًا على مبدأ أن كل فرد، بغض النظر عن موقعه الجغرافي أو وصمة العار التي تُلاحقه، يستحق التواصل والكرامة والحصول على رعاية مُنقذة للحياة.
البنية التحتية الرقمية، والأمن، والحوكمة، وسيادة البيانات في أنظمة الصحة الإلكترونية للمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في منطقة SWANA/ MENA
يتطلب بناء نظام رقمي فعال وموثوق لرعاية مرضى فيروس نقص المناعة البشرية في منطقة SWANA / MENA أمرًا أبعد من مجرد ابتكار تقني، بل يتطلب بنية تحتية متجذرة في المرونة والخصوصية والتحكم المجتمعي. ويرتكز هذا الإطار على أربعة ركائز مترابطة: بنية رقمية لامركزية، وأمان قوي، وحوكمة تشاركية، وملكية مجتمعية للبيانات.
1. بنية تحتية لامركزية وقابلة للتشغيل البيني
ينبغي لنظام صحي الكتروني مرن لمرضى فيروس نقص المناعة البشرية أن يقلل الاعتماد على نقاط ضعف فردية. فبدلاً من الخوادم المركزية، يمكن توزيع البيانات والاتصالات عبر شبكات الند للند. وتتيح تقنيات مثل نظام الملفات الكوكبي (IPFS) تخزين سجلات المرضى ومشاركتها بشكل مشفر عبر شبكة موزعة، مما يضمن عدم قدرة أي جهة على تعديل البيانات أو حذفها دون ترك أي أثر. استُخدم نظام IPFS بنجاح في أرشفة البيانات الإنسانية وحماية السجلات الصحية، موفرًا مرونة منخفضة التكلفة حتى في المناطق التي تعاني من صعوبات في الاتصال.¹³
لضمان سلامة البيانات، يمكن دمج أنظمة التخزين هذه مع سلسلة كتل مرخصة، مثل Hyperledger، التي تسجل بيانات وصفية قابلة للتحقق (مثل التجزئات والطوابع الزمنية) لكل ملف مُخزّن في IPFS.¹⁴ يدعم هذا النموذج الهجين – Hyperledger + IPFS – مسار تدقيق مقاومًا للتلاعب، مع السماح للبيانات الحساسة بالبقاء مشفرة وخارج سلسلة التوريد.¹⁵ يُمكّن هذا التكوين العيادات المحلية والمنظمات غير الحكومية والوزارات من التحقق من صحة البيانات دون الكشف عن البيانات الطبية الأساسية.
2. الاتصالات الآمنة وبنية الثقة الصفرية
حماية الخصوصية ليست أمرًا ثانويًا؛ بل يجب تصميمها في كل طبقة. يفترض نموذج الثقة الصفرية عدم وجود جهاز أو عقدة جديرة بالثقة بطبيعتها، مما يتطلب مصادقة وتشفيرًا مستمرين لجميع التفاعلات.
يمكن تشغيل الاتصالات عبر هذا النظام البيئي بواسطة بروتوكول Matrix، وهو معيار مفتوح للمراسلة الفيدرالية المشفرة من البداية إلى النهاية. في هذا النموذج، تستضيف كل منظمة – على سبيل المثال، عيادة إقليمية لفيروس نقص المناعة البشرية أو شبكة مجتمع مدني – “خادم Matrix المنزلي” الخاص بها، مما يضمن سيادة البيانات مع الحفاظ على التوافق مع الآخرين. يستخدم Matrix أطر تشفير مثل Olm و Megolm، المشتقة من بروتوكول Signal، لضمان وصول المستلمين المقصودين فقط إلى الرسائل أو الملفات.¹⁶
من خلال استخدام هذه البروتوكولات مفتوحة المصدر والخاضعة لمراجعة الأقران – Signal و Matrix ومشتقاتهما – يحافظ النظام على السرية حتى في ظل المراقبة أو اختراق الشبكة. وهذا أمر حيوي بشكل خاص في منطقة SWANA / MENA، حيث قد يؤدي الوصم والتجريم إلى تعريض الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية لمخاطر اجتماعية وقانونية.
3. الحوكمة الأخلاقية والمساءلة
التكنولوجيا وحدها لا تكفي لضمان الممارسة الأخلاقية. ينبغي أن يُشرف مجلس حوكمة متعدد الأطراف على النظام الرقمي، ويتألف من وزارات الصحة، ومنظمات المجتمع المدني، وخبراء حماية البيانات، وممثلين عن المجتمعات المتعايشة مع فيروس نقص المناعة البشرية. سيضع هذا المجلس معايير لمشاركة البيانات، ويوافق على وظائف جديدة، ويراجع عمليات تدقيق أمنية مستقلة.
ينبغي أن تكون “الخصوصية من خلال التصميم” هي القاعدة الأساسية: يجب أن تجمع المنصة الحد الأدنى فقط من البيانات مجهولة المصدر، وتشترط موافقة صريحة لأي مشاركة. يمكن استخدام مُعرّفات مجهولة الهوية (بدلاً من الأسماء الشخصية) لحماية الأفراد مع الحفاظ على استمرارية الرعاية.
تبني آليات المساءلة الشفافة – مثل التقارير الدورية عن أداء النظام، ونتائج التدقيق، وملاحظات المجتمع – ثقة طويلة الأمد بين المستخدمين، والمُنفذين، والجهات المانحة.
4. سيادة البيانات وملكية المجتمع
هنا ولضمان سيادة البيانات، ينبغي تخزين البيانات الصحية محليًا أو إقليميًا كلما أمكن، تحت إشراف السلطات الصحية المحلية أو المنظمات المجتمعية. وعند الحاجة إلى خدمات سحابية، ينبغي أن تبقى مفاتيح التشفير في أيدي الجهات المحلية.
تتيح نماذج الهوية الناشئة، مثل الهوية ذاتية السيادة (SSI) والمعرّفات اللامركزية (DIDs)، للمستخدمين إدارة بيانات اعتمادهم الخاصة دون الاعتماد على أنظمة مصادقة مركزية. عمليًا، يعني هذا أن الشخص المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية يمكنه التحكم في أجزاء سجله الصحي الرقمي التي تتم مشاركتها مع أي مؤسسة، وإلغاء الوصول إليها في أي وقت.¹⁷
ومن الأهمية بمكان ما ألا تقتصر مشاركة المجتمعات المتأثرة على تلقي الخدمات، بل أن تكون مشاركة في التصميم والتطوير. إن إشراك المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية وجماعات المناصرة المحلية في تطوير واجهات المستخدم، وبروتوكولات الموافقة، واستراتيجيات التوعية يضمن مراعاة الثقافة، وسهولة الاستخدام العملية، والشرعية الأخلاقية.
ويعمل هذا التصميم المدمج في المجتمع على تعزيز الاستقلالية وبناء المرونة ضد سوء الاستخدام – وتحويل الأنظمة الرقمية من أدوات للمراقبة إلى منصات للتمكين.
خارطة طريق وتوصيات لنظام بيئي رقمي لرعاية المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في منطقة SWANA / MENA
لتسريع التقدم نحو تحقيق أهداف 95-95-95 في منطقة SWANA / MENA، من الضروري وضع خارطة طريق منسقة، تجمع بين التكنولوجيا والمشاركة المجتمعية ومواءمة السياسات. أولًا، إنشاء منصات صحية رقمية تجريبية في المغرب ولبنان، بالاستفادة من الدروس المستفادة من المملكة المتحدة وبلغاريا. ينبغي أن تتيح هذه المنصات طلب أدوات الفحص الذاتي عبر الإنترنت، وتقديم استشارات فردية مشفرة، وتوفير رعاية متابعة آمنة، مع ضمان مراعاة الثقافات المختلفة وإخفاء هوية المستخدمين.
ثانيًا، توسيع نطاق البنية التحتية التقنية إقليميًا باستخدام التخزين اللامركزي (IPFS)، وسلسلة الكتل المرخصة (Hyperledger)، وبروتوكولات المراسلة الموحدة (Matrix + Signal). يضمن هذا المزيج سلامة البيانات وخصوصيتها ومرونتها، لا سيما في المناطق المتضررة من النزاعات مثل السودان وسوريا حيث تكون البنية التحتية المركزية ضعيفة.
ثالثًا، ترسيخ الحوكمة التشاركية والرقابة الأخلاقية من خلال إنشاء مجالس متعددة الأطراف تضم وزارات الصحة ومنظمات المجتمع المدني وممثلين عن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. ينبغي أن تشرف هذه المجالس على سياسات البيانات، وتراجع عمليات تدقيق الأمن، وتوجّه أولويات التنفيذ لضمان ثقة المجتمع والشرعية الأخلاقية.
رابعًا، تعزيز ملكية المجتمع وأنظمة الهوية ذات السيادة الذاتية، مما يُمكّن المستخدمين من التحكم في الوصول إلى بياناتهم الصحية مع الحفاظ على التوافق التشغيلي للأغراض السريرية والبحثية. ينبغي أن تُرافق برامج التدريب و محو الأمية الرقمية نشر التكنولوجيا لتمكين المجتمعات المحلية من إدارة بياناتها بأمان.
وأخيرًا، تعزيز تبادل المعرفة الإقليمي والسياسات القائمة على الأدلة. ينبغي على دول SWANA/MENA توثيق ونشر نتائج التجارب، مما يُسهّل التعلم عبر البلدان، ويُوجّه الممولين والسلطات الصحية والمنظمات غير الحكومية نحو تدخلات قابلة للتطوير ومراعية للسياق. يتوافق هذا النهج المتكامل مع ابتكارات الصحة الرقمية واستراتيجية منظمة الصحة العالمية 95-95-95، ويقلل من الوصمة، ويحسن إمكانية الوصول، ويضع SWANA / MENA في وضع يسمح لها بتحقيق مكاسب قابلة للقياس في الكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية، وبدء العلاج، والاحتفاظ بالرعاية.
المراجع
¹ يُستخدم مصطلح “SWANA” (جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا) كبديل جيوغرافي وسياسي لمصطلح “الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” (MENA)، بهدف تجنب التسميات ذات الجذور الاستعمارية (التي تتمحور حول أوروبا) وتوفير إطار تحليلي أكثر شمولاً للمنطقة.
² “Results from INTEGRATE – the EU Joint Action on integrating prevention, testing and linkage to care strategies across HIV, viral hepatitis, TB and STIs in Europe.” BMC Infectious Diseases. تم الوصول إليه في 28 أكتوبر 2025. https://bmcinfectdis.biomedcentral.com/articles/10.1186/s12879-021-06362-7.
³ “About the programme – AIDS and sexually transmitted diseases.” WHO Regional Office for the Eastern Mediterranean. تم الوصول إليه في 28 أكتوبر 2025. https://www.emro.who.int/asd/about/.
⁴ “All about HIV | Free HIV Home Testing Kit.” sh.uk. تم الوصول إليه في 28 أكتوبر 2025. https://www.sh.uk/about-stis/hiv.
⁵ “Self-testing for HIV at home – successful project in Bulgaria.” WHO/Europe. 18 سبتمبر 2020. https://www.who.int/europe/news-room/18-09-2020-self-testing-for-hiv-at-home-successful-project-in-bulgaria.
⁶ UNAIDS. Global AIDS Update 2023: The Path that Ends AIDS. (Geneva: UNAIDS, 2023). https://www.unaids.org/en/resources/documents/2023/global-aids-update-2023.
⁷ انظر على سبيل المثال: “Evidence on Digital HIV Self-Testing From Accuracy to Impact.” JMIR (2025). https://www.jmir.org/2025/1/e63110; وأيضاً منظمة الصحة العالمية (2024)، وهيئة الصحة العامة في إنجلترا (2020).
⁸ “Acceptability and feasibility of HIV self-testing distribution modes among key populations in Morocco.” Eastern Mediterranean Health Journal 30, no. 10 (2024). https://www.emro.who.int/emhj-volume-30-2024/volume-30-issue-10/acceptability-and-feasibility-of-hiv-self-testing-distribution-modes-among-key-populations-in-morocco.html.
⁹ “Acceptability and usability of oral fluid-based HIV self-testing among female sex workers and men who have sex with men in Morocco.” BMC Public Health. 26 نوفمبر 2022. https://bmcpublichealth.biomedcentral.com/articles/10.1186/s12889-022-14632-5.
¹⁰ “Progress towards the 95-95-95 targets to end HIV by 2030 in Lebanon, 2023.” PubMed. https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/40512690/.
¹¹ “Sudan’s unsung heroes: Protecting people living with and affected by HIV amidst conflict and famine.” UNAIDS. 15 أبريل 2024. https://www.unaids.org/en/resources/presscentre/featurestories/2024/april/20240415_sudan.
¹² “Sudan HIV/AIDS country profile 2020.” WHO Regional Office for the Eastern Mediterranean. تم الوصول إليه في 28 أكتوبر 2025. https://www.emro.who.int/asd/country-activities/sudan.html.
¹³ “SMART Guidelines.” World Health Organization. تم الوصول إليه في 28 أكتوبر 2025. https://www.who.int/teams/digital-health-and-innovation/smart-guidelines.
¹⁴ Mani, V., et al. “Patient-Centric IPFS-Based Storage of Health Records.” MDPI Electronics 10, no. 23 (2021): 3003. https://www.mdpi.com/2079-9292/10/23/3003.
¹⁵ Hasnain, M. “The Hyperledger Fabric as a Blockchain framework for securing electronic health records (EHRs) in the healthcare sector.” Journal of Medical Internet Research 25, no. 1 (2023): e10713743. https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC10713743/.
¹⁶ “Is The Matrix app safe?” Linagora. تم الوصول إليه في 28 أكتوبر 2025. https://linagora.com/en/topics/matrix-app-safe.
¹⁷ World Health Organization. Policy brief on digital health data in HIV services. (Geneva: WHO, 2023). https://www.who.int/publications/i/item/9789240064355.
Author
-
قائدة برامج وخبيرة في بناء القدرات، تتمتع بخبرة تزيد عن 7 سنوات في تعزيز حقوق مجتمع الميم، والحركات النسوية، وآليات الحماية في جميع أنحاء منطقة جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا (SWANA). تتمتع بمهارة في إدارة برامج بناء القدرات في بلدان متعددة، وتصميم المنح والإشراف عليها، وبناء شراكات مع جهات مانحة دولية ومنظمات شعبية. تتمتع بخبرة في الرصد والتقييم والتعلم، ولديها قدرة مثبتة على وضع خطط استراتيجية، وتعزيز شبكات المدافعين عن حقوق الإنسان، مع التزام راسخ بالقيادة النسوية، وقيم مناهضة القمع، وتقديم منح تشاركية تُركّز على الحركات الشعبية.
View all posts